الفـانوس» يضيء حياة ليلى

الفـانوس» يضيء حياة ليلى

ارتبطت مشاعرها بالمكان الذي تعيش فيه، ولم تغادره رغم ما مر من عمر مديد ومحطاته المتعرجة، ومع مرور السنوات أصبح عشقها وتعلقها بكوخها البسيط ومشهد أسراب الحمام التي تحلق في فنائه، أكثر متانة وتماسكا.
في منطقة الخمرة جنوبي جدة، كوخ يعج بالحياة تسكنه الخالة ليلى منذ عقود خلت والجميع يتعهد بزيارتها ويعتبرونها أما لهم.
الخالة ليلى في عقدها السادس، وعلى محياها يلوح الأمل بأن يجد صوتها صداه في حماية أرضها، التي تفتحت عليها عيونها الطفولية قبل خمسة عقود.
تقول عن الحياة في ذلك الوقت، رغم صعوبتها لكنها كانت جميلة بأهلها وبتكاتفهم وتقاسمهم رغيف الخبز، وتواصل ذكرياتها وهي تتكئ على عصاها التي لم تعد تفارقها، مرت السنوات وغادر الأحباب جميعهم منهم من توفي وآخرون انتقلوا بحثا عن مقومات الحياة، وفضلت أنا البقاء هنا.
وزادت: «رغم ارتحال الجيران والأقارب، إلا أنهم حافظوا على روابط القربى والجيرة، زياراتهم لي لا تنقطع»، لكني مهما واجهت من تحديات سأبقى هنا بدليل أنني استبدلت الكهرباء بالفانوس ومظاهر الحياة المدنية بنقاء الطبيعة، وأتمنى أن يكف الآخرون عن محاولات إيذائي وإجباري على مغادرة أرضي، وخلصت إلى القول: «بيدي وثائق تؤكد ملكيتي للأرض حيث أقيم ما تبقى من أيامي في رحابها».

» ليلى الطرابلسي .. بنت بائع الخضار التي حكمت تونس
» انها حياة رائعة بالفعل) ..؛