فليتقوا هؤلاء الله في انفسهم وفي الناس

أخواني .. وأخواتي.. أزعجني حد الألم ما سمعته ممن استشرتهم عن تجارة العقار ، وقد ذكر لي كثير منهم أن هناك ( البعض) ممن ينتسبون لهذا المجال يستغلون الناس ، ولا يوجد لديهم ضمائر ، أو أمانه وكل همهم الربح المادي بأي طريقة كانت دون الخوف من الله ، أو الإحساس بمن استغلوه متخذين من القاعدة (الميكافيلية) القائلة ((الوسيلة تبرر الغاية )) وهذه قاعدة بشعة وغير سليمة وتخالف عقيدتنا ، وفطرتنا الإنسانية فنحن مجتمع مسلم ومجتمع بشري لدينا عقيدة أيمانية، وفطرة إنسانية ، وسلوك ، وأخلاق ، وضمائر ،وقيم ، وضوابط ، شرعية ، وإنسانية ، وقانونية ، وهذه الضوابط تمنعنا من أن نكون كالوحوش في غابة لا قانون ولا ضمائر فيها بل القوي منهم يأكل الضعيف ، والكبير يأكل الصغير دون رحمة أو شفقة ؟! ..

ومن باب العدل مع النفس لا أريد أن أحكم حكما شموليا على الجميع فقد ذكرت وخصصت ( البعض) ولم أعمم أو أقول (الكل) أنما خصصت بكلمة ( البعض) فأنا لا أؤمن بالتعميم أو الشمولية في الأحكام ، بل أؤمن بقول الله تعالى ( كل نفس بما ككككككبت رهينة ..) ..( ولاتزر وازرة وزر أخرى..)) ولكن يجب أن نحارب ونعري هذه السلوكيات مهما كانت قليلة ونادرة،وشاذة ، فالنار تأتي من مستصغر الشرر ..


أتمنى أن لا تعتبرون كلامي هذا للتنظير أو من أجل حب الظهور أو لكي أكون وصيا على أحد ( حشا لله) أنما من باب (( أنصرك أخاك ظالما أو مظلوما)) ومن باب حماية المجتمع من سلوكيات وأنماط غير إنسانية أو قانونية ومن ضمائر ميتة ومن قلوب مريضة (شوفونية) (سادية) تلذذ باستغلال البشر ، فلم أجد وسيلة للتوضيح وتعرية ذلك سواء قلمي المتواضع ..


و مع أنني لست داعية بل متخصص في( علم الاجتماع السلوكي)) ولا أدعي النرجسية أو الكمال ولا ازكي نفسي أو أدعي بأنني ملاك فأنا كالبشر أخطي وأصيب ، وغير ملتزم شكلا ، ولكني وبفضل من الله ملتزما سلوكا وأخاف الله في السر والعلن وأقوم بحقوق الله وبحقوق العباد بصرف النظر على التزام الشكل ، فبعض الناس يأخذ من الالتزام الظاهري جسرا أو ينافق على الله وعلى البشر ويتخذ من الالتزام الخارجي في الشكل والمظهر مدخل ووسيلة لكي يغرر بالناس ويأكل أموالهم وحقوقهم بالباطل ويستغلهم بحجة أنه ملتزم ويخاف الله ،ومثال على ذلك ما طالعتنا به وسائل الأعلام قبل شهرين تقريبا ، من استغلال تاجر العقار ((صالح النهابي)) والذي كان أمام مسجد وخطيب وداعية في مدينة عنيزة بالقصيم وأستغل ثقة الناس فيه وبالتزامه المظهري وبشكله الخارجي وبتدينه المزيف ، وجمع ملايين منهم بحجه الاستثمار العقاري ومن ثم هرب بأموالهم وقد ترك التدين والالتزام وقام بحلق ذقنه ، وتغيير لباسه إلى ( لوك ) غربي صارخ ، وقد تم القبض عليه بمنطقة الرياض وهو الآن بالسجن ، وهذا أحد النماذج وغيره الكثير ممن يتستغلون الدين والالتزام المظهري دون الالتزام السلوكي أو الأخلاقي ..


وليعلموا هؤلاء أن سلامة القلوب وطهارة النفوس تكمن في الالتزام بالخوف من عذاب الله ، وبطهارة الفطرة وهي تلك الطهارة الداخلية التي تولد نفوس بشرية سوية طاهرة من الجشع والشرور والابتزاز ، والحفاظ على الطهارة الداخلية النابعة من الفطرة ، والأيمان الصادق بالمبادئ والقيم ، والعمل المخلص من أجل أن نكون أناس أسوياء ومثاليين ، فالنفوس البشرية فيها مخزون هائل من (( الكوامن الخيًرة )) كما أن هناك نفوس بشرية عبارة عن مستنقع هائل من (( الكوامن الشريرة )) وعندما نثير في أنفسنا الكوامن الخيرة فسوف نكون بشر حقيقيين ، ندفع الآخرين إلى التعاون معنا ، والـتأثر بنا تأثيرا ايجابيا ،وليس تأثر سلبيا ، و النفور منا والدعاء علينا ..


علي هذه النماذج السيئة التي تسيء للدين ، وتسيء للناس وتستغل البشر وتغرر بهم وتأكل أموالهم بالباطل على هؤلاء سؤال أنفسهم هل يقبلون أن أحد يستغلهم أو يغرر بهم كما يغررون بالبشر..؟؟ لا أعرف أين ذهبت ضمائر وقلوب هؤلاء عليهم مراجعة أنفسهم ووقاية أنفسهم وأولادهم وأموالهم من دعاء من ظلموهم ودعاء المظلوم لا حائل بينه وبين الله حجاب..


يجب على كل ظالم وكل مستغل للناس مراجعة نفسه والرجوع إلى الله وباب التوبة مفتوح وكلنا خطاءون وخير الخطاءون التوابون .. فليس العبرة في الخطأ أنما العبرة في التمادي فيه وعدم الرجوع عن الذنب أو الخطأ..

الف شكر

على الموضوع الرائع

تقبل مروري

ما اقول الا يلطيف يالطيف

والله يكفينا شر الفتن ماظهر منها وما بطن

تقبل ودي

اشكر الجميع على المرور