تأثير التلفاز على البناء الفكري للأطفال

تأثير التلفاز على البناء الفكري للأطفال

<blockquote class="postcontent restore " style="margin-top: 0px; margin-right: 0px; margin-bottom: 0px; margin-left: 0px; padding-top: 0px; padding-right: 0px; padding-bottom: 0px; padding-left: 0px; word-wrap: break-word; ">

تأثير التلفاز على البناء الفكري للأطفالتاريخ النشر : 2010-02-24عدد القراءات : 196

تأثير التلفاز على البناء الفكري للأطفال Filemanager

لا شك أن التلفاز يستحوذ على الفكر والانتباه لدى كثير من الأطفال, ويمكننا القول أنه ينومهم مغناطيسياً. بالإضافة إلى أن المشاهدة التلفزيونية طريق وحيد الاتجاه, إذ لا يمكن للمشاهد خلق صور تلفزيونية, أما القراءة مثلاً فهي عملية ثنائية الاتجاه, فالقارئ يستطيع أن يكتب أيضاً, فعملية القراءة المتكررة تساعد القارئ على امتلاك أدوات الكتابة.
إن القراءة تشتمل على شكل مركب من النشاط العقلي, فهي تدرب العقل على مهارات التفكير والتركيز, وتنمي قدرات الخيال والتصور الداخلي, كما أن مرونة سرعتها تلائم الإدراك الأفضل والأعمق للمادة المنقولة, أي أن القراءة تستلزم ممارسات عقلية معقدة, ولهذا كانت مشاهدة التلفاز أسهل من القراءة بكثير.
أما حين نشاهد التلفاز فإن النشاط العقلي غير اللفظي يكون هو المسيطر. ولا يخفى دور التفكير اللفظي في التطور المعرفي للأطفال. ولهذا فإن العجز الذي يعانيه كثير من أطفال اليوم عن التكيف مع التجارب غير البصرية يعود إلى العجز عن تكوين الصورة الداخلية الخاصة, وما ذلك إلا بسبب تعودهم على استقبال الصور , وليس خلقها من خلال مشاهدتهم التلفاز.
إن هؤلاء الأطفال الذين يمرون بسنوات تعلمهم اللغوي وتكوينهم الفكري ينتظرون التربية والتوجيه السليم من أجل تنمية قدرتهم على التفكير الواضح, وقدرتهم على استيعاب أفكار الآخرين, وعل التوصل إلى أحكام صائبة وغيرها. ومثل هذه الأهداف لا يمكن غالباً أن تتحقق دون مرشد بشري, سواء كان والداً أو معلماً أو مربياً.
وقد كشفت دراسة هدفها استجلاء العلاقة بين المشاهدة ولغة الكلام لدى أطفال ما قبل المدرسة أن هناك علاقة عكسية بين وقت المشاهدة والأداء في اختبارات النمو اللغوي.
وقد صمم الباحثون في جامعة هارفارد تجربة دقيقة بهدف دراسة تأثيرات وسائل الإعلام المختلفة على استيعاب الأطفال لإحدى المواد القصصية. والمؤسسة البحثية المسؤولة عن التجربة هي "Project Zero", ومدير المشروع هو هوارد جاردنر "Howard Gardener".
أعد المشرفون على التجربة نسختين من قصة للأطفال تحمل عنوان "اللصوص الثلاثة" من تأليف تومي أنجرر. وكانت إحدى النسختين هي "نسخة كتاب", أي قصة مصورة, وكان على أحد القائمين بالتجربة أن يقرأها على مجموعة من الأطفال. أما النسخة الأخرى "نسخة التلفزيون" فكانت فيلماً تلفزيونياً مقتبساً من القصة ذاتها, وقد عُرض على شاشة فيديو أمام مجموعة أخرى من الأطفال.
والغاية هي اكتشاف الاختلافات بين استجابة الأطفال للتلفزيون واستجابتهم للمادة المنقولة عن طريق كتاب. وكانت النتائج باختصار كما يلي:
· تذكر أطفال الكتاب المزيد من القصة حين جرى اختبارهم عند نهاية الجلسة, واستطاعوا تذكر تفاصيل أكثر, وتذكروا الكلمات أو العبارات الدقيقة التي ظهرت في الكتاب.
· الاختلاف في القدرة على استخلاص النتائج, لقد اعتمد أطفال التلفزيون بصورة طاغية على الجوانب البصرية اللفظية كما شوهدت على الشاشة, وكان من النادر أن يتجاوزوا تلك الحقيقة المحددة لتفسير معنى القصة, وعلى النقيض من ذلك كان أطفال الكتاب أكثر استعداداً للاعتماد على تجربتهم الشخصية الخاصة, وتطبيق معرفتهم الذاتية الواقعية.
وهكذا نجد أن التلفاز يؤثر بشكل كبير على اكتساب اللغة عند الأطفال, وبالتالي على اكتساب مهارات التفكير, حيث يقوم التلفاز غالباً بتعطيل العقل, فهو يفكر عنه, ويقدم له المعلومات والنتائج والتفسيرات جاهزة , بدلاً من أن ندرِّبه في هذا السن الحرج على مهارات التفكير المختلفة.
بقلم : ضحى فتاحي
المرجع: وين, ماري: الأطفال والإدمان التلفزيوني. ترجمة عبد الفتاح صبحي. سلسلة عالم المعرفة. العدد 247

منقول

</blockquote>

من المستحيل ذحين الأطفال يبعد عن التلفزيون
والله الأم في حرب مع طفلها وتلفزيون
مشكور على موضوعك