أسلمت وتبيع الحجاب في أمريكا
سعد بن جمهور السهيمي
لفت نظري قصة امرأة اعتنقت الإسلام في أمريكا، نشر موقع العربية نت حواراً معها، وقصة إسلامها كما ذكر الموقع تحمل من الغرابة الشيء الكثير، لا سيما أنها اعتنقت الإسلام بمفردها دون دعوة داعٍ أو إرشاد مرشد، كما تروي في حوارها، وتمتهن مهنة تتعلق بذلك الدين. وهي تعيش في مدينة تككككككاس هذه الأمريكية، وتناصر رسالتها بالحجاب، وتقول عنه ''إنه دين ودنيا''، هذه المسلمة الأمريكية تكشف أنها اعتنقت الإسلام عن طريق القراءة والبحث عنه, سمّت نفسها بدرة، لأنها عرفت أن البدر هو كوجه الرسول (صلى الله عليه وسلم) ليلة البدر، ورفضت أن تذكر اسمها الأمريكي السابق، وتشير بدرة ـ كما يروي قصتها الموقع ـ إلى أنها تبلغ الـ 35 من العمر، ومنذ ست سنوات وهي تهب نفسها للإسلام، ورفضت العمل في أي مجال لا يرتبط بدينها، فاختارت صناعة الحجاب بطريقة الصناعة اليدوية دون الاعتماد على الماكينة، مستخدمة الحرير الطبيعي والخيوط الراقية في صناعة النقاب والحجاب لكل المجتمعات المسلمة العربية منها وغير العربية، وبما يتناسب مع شروط الاحتشام الشرعي، وبعد أن كافحت بمفردها لسنوات استطاعت أن تنشئ سوقاً عبر الإنترنت يحمل اسمها، حيث تبيع منتجاتها ذات الماركة الشهيرة عبر الإنترنت أو buy online، لأنها ترفض الاختلاط بالرجال أو الحديث معهم. فعملها يختص بالنساء وهي تحتكر التعامل مع النساء فقط، وتقول: ''أنتج قطعاً كثيرة بفضل الله ـ سبحانه وتعالى، لأن يومي أقضيه بين العبادة والعمل''، واستطاعت بدرة أن توصل بضاعتها ورسالتها بطريقة الاعتماد على الله أولاً ثم على نفسها, حيث أكدت أن ''المسلمين يجب أن يعرفوا قيمة هذا الدين''. عجبي على من يعرف الإسلام منذ ولادته ولا يعطي هذا الدين حقه.
تقطيع الأوصال
وتؤكد أن علاقتها بعائلتها مستمرة، فالإسلام لا يعني تقطيع الأوصال، فقط هم لا يجاهدونني على ترك ديني ولا يتدخلون في خصوصيتي مع ربي واعتقادي، وتعاملي معهم حسن، وأنا أخفض لهم جناح الذل من الرحمة، فلو رفضوا عبادتي لكنت اعتزلتهم وما يدعونني إليه، لكن ما دمت في سعة من الحرية في ديني, وهناك حب لأسرتي، فالقرب منهم أولى, عسى الله تعالى أن يلحقهم بي، وأنا أدعو الله بذلك على الدوام. وحول نظرتها لمسلمي اليوم، قالت بدرة ''إطلاقاً لم يكن العيب في الإسلام، بل فيمن اعتنق الإسلام واهماً نفسه أنه مسلم، وما هو إلا اسم مدون في البطاقة الشخصية، ولا يملك من قشور الأمر أي شيء سوى أنه وجد نفسه مسلماً وأخذ يتصرف على نحو يتبرأ الإسلام منه''، وعن بضاعتها تقول ''أستغرب جداً أن الوطن العربي يستهلك الموضة الأمريكية للتبرج ولم يسأل ماذا عن الحجاب؟، فلدي كثير من النساء غير العربيات اللواتي يتفاجأن عندما يعرفن أن هذه البضاعة صنعت في أمريكا وكأنهن رأين شيئاً غريباً, ولكنها بالفعل صناعة أمريكة، بيد مسلمة أمريكية، وصلت إلى الهند وباككككككتان وماليزيا والصين''. واختتمت قائلة: ''آمل أن أوسع رقعة عملي للوصول إلى الأقطار العربية الإسلامية لكي يعرفوا أنني مهتمة جداً بالمرأة العربية المسلمة التي أرتدي نفس ما ترتدي هي الآن في الشرق الأوسط''.
هذه القصة التي عرضتها لكم ما هي إلا تأكيد على عظمة هذا الدين، وأن من يطلع عليه ولديه الرغبة في معرفة الحقيقة نحو الدين الأساس في هذه الحياة فلن يبرح حتى يعتنق الإسلام، ولعل في عملها بمهنة صناعة الحجاب دلالة على حرصها على التقيد بأوامر الله والبعد عن الموضة المقيتة، إن الإسلام دين عظيم هو آخر الأديان ولا دين غيره عند الله بعد ظهوره لقوله تعالى: ''إن الدين عند الله الإسلام''، ويقول تعالى أيضا: ''ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه''، أسأل الله أن يثبتنا على الدين.
منقول من صحيفة